اختتام ورشة عمل مكافحة الفساد وحقوق الإنسان للبرلمانيين في جامعة لوسيل 

نظمت المنظمة العالمية للبرلمانيين ضد الفساد بإطلاق ورشة العمل بعنوان “مكافحة الفساد وحقوق الإنسان: تدريب البرلمانيين” للفترة ١٤-١٦ فبراير 2024 في جامعة لوسيل. وقد جمعت المنظمة خبراء وبرلمانيين لمناقشة الاستراتيجيات والرؤى القابلة للتنفيذ في قضايا حقوق الانسان ومكافحة الفساد، وشملت الورشة مواضيع هامة مثل فهم العلاقة بين الفساد وحقوق الإنسان، ومسؤولية البرلمانيين في مكافحة الفساد، وتبديد الخرافات المحيطة بالفساد وتأثيره على المجتمع. وهدفت الورشة إلى تعزيز أطر السياسة العامة لحقوق الإنسان، ودمجها في التشريعات وسياسات الدولة.

والقى سعادة السيد / ناصر بن مترف الحميدي، عضو مجلس الشورى ورئيس الفرع الوطني للمنظمة العالمية للبرلمانيين ضد الفساد – قطر، الكلمة الافتتاحية التي رحب بها بالمشاركين من أكثر من ٢٠ دولة مشددا على العلاقة السببية بين الحفاظ على حقوق الانسان ومكافحة الفساد على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.

كما تناول الدكتور أليكس ميجيا، مدير قسم الأفراد والاندماج الاجتماعي من المعهد، الارتفاع المقلق لظاهرة الاتجار بالبشر، وحثّ على اتخاذ إجراءات حكومية لحماية حقوق الإنسان على النحو المبين في إعلانات الأمم المتحدة. وتحدث عن الجوانب الرئيسية لدورة السياسة العامة، مشددًا على أهمية تحديد المشاكل المتعلقة بالسياسات وأصحاب المصلحة، ووضع استراتيجيات قائمة على الأدلة وموجهة نحو التأثير. كما شدد على ضرورة تعزيز السياسة العامة لدعم حقوق الإنسان وتعزيز الحكم الرشيد.

كما تحدث الدكتور بهاء الدين خويرة، الأستاذ المشارك في كلية الحقوق بجامعة لوسيل، في مداخلة ثرية تناولت عدة مواضيع هامة. وتحدث الدكتور خويرة بالتفصيل عن تأثير الفساد على حقوق الإنسان، مؤكداً على عواقبه بعيدة المدى. وعلاوة على ذلك، ناقش الدور المحوري للبرلمانيين في منع الفساد، مسلطاً الضوء على مسؤوليتهم في تعزيز النزاهة داخل أنظمة الحكم. وبالإضافة إلى ذلك، شدد الدكتور على أهمية البرلمانيين في الدعوة إلى تعزيز حقوق الإنسان وحمايتها. كما تضمنت الجلسة أنشطة جماعية تفاعلية تهدف إلى تبادل الممارسات الجيدة بين المشاركين.

شارك في الورشة الدكتور علي الكبيسي، أستاذ مساعد في القانون العام والقانون الدولي العام والقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني في جامعة لوسيل، الذي ناقش تعزيز السياسة العامة لدعم حقوق الإنسان، مؤكدًا على انتشار الفساد عالميًا وتأثيره الضار على التنمية المستدامة وحقوق الإنسان.  

خلال الورشة، أكدت السيدة أنالوسيا جاكومي، مستشارة المشاريع وخبيرة في مجال حقوق الإنسان من معهد الأمم المتحدة للبحث والتدريب، على أن الفساد يتطلب اعترافا عالميا، لكونه جريمة عابرة للحدود الوطنية. وتحدثت عن تأثير الفساد السلبي على الصحة والتعليم ومساهمته في زيادة الفقر والهجرة. وقامت بتنظيم جلسة تفاعلية انقسم فيها المشاركون إلى مجموعات لمناقشة النتائج الرئيسية. وركز المشاركون على وضع خطط عمل لتنفيذ مبادرات مكافحة الفساد وحقوق الإنسان في برلماناتهم.

أما الدكتور كارلوس لوبيز، المستشار القانوني من لجنة الحقوقيين الدولية، فقد تحدث عن عملية الاستعراض الدوري الشامل، واسهام السلطة التنفيذية الحكومية والبرلمانات بتنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد. وشرح دور البرلمانيين في سيادة القانون والممارسات الجيدة. وسلط الدكتور لوبيز الضوء على أهمية سيادة القانون، مشددًا على المساواة في ظل القانون وتوازن القوى من خلال الفصل بين السلطات.

وتضمنت الورشة النهائية عرض تفاعلي من السيدة تانيا هامل، مديرة للموارد البشرية ومدربة تنفيذية في معهد لومينا للتعلم في بريطانيا، تتحدث فيها عن أساليب القيادة، مع التركيز على فهم جوانبها النفسية. وسلطت الضوء على العناصر الأساسية للقيادة الفعالة وأكدت على أهمية تناسق أنماط القيادة من أجل التعاون.

وفي ختام اعمال الجلسة استمع المشاركين لكلمة القاها عبر تقنية الاتصال المرئي الدكتور حاتم علي، الممثل الإقليمي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة – أبو ظبي، تحدث فيها عن الاسهام الكبير التي تقوم به البرلمانات كمنظمات دولية قادرة على مكافحة الفساد بطريقة مستدامة. وقال “الدبلوماسية اليوم تمارس في البرلمانات لدعم احتياجات الشعوب والتصدي للتحديات التي تواجهها المجتمعات.” مؤكدا دعمه لجهود المنظمة العالمية للبرلمانيين ضد الفساد.

وقد اختتم السيد أليكس ميخيا من معهد الأمم المتحدة للبحث والتدريب ورشة العمل بملاحظات ختامية أشاد فيها بالشراكة بيت معهد الأمم المتحدة للبحث والتدريب والمنظمة العالمية للبرلمانيين ضد الفساد، معبرا عن امتنانه لجميع المشاركين على مشاركتهم الفعالة وتفانيهم طوال الجلسات. وأشاد بالجهود التعاونية والمناقشات الثاقبة التي جرت، مؤكدا على أهمية مواصلة الزخم المكتسب من ورشة العمل.

مقالات ذات صلة

مؤتمر منظمة برلماني جنوب شرق آسيا ضد الفساد: الشفافية في التمويل السياسي كجزء أساسي من مكافحة الفساد

تعاونت منظمة برلمانيي جنوب شرق آسيا ضد الفساد مع لجنة التعاون بين البرلمانات التابعة لمجلس النواب الإندونيسي لعقد مؤتمر المنظمة والجمعية العامة في جاكرتا يومي…